ارتفع تداول الدولار الامريكي مقابل جميع العملات
الأساسية يوم أمس، وبالتالي كان من السهل ان ننسب حركة الارتفاع هذه الى
السجل البيج الفيدرالي والذي جاء بنغمة أكثر ايجابية وكان العديد من
التجار في السوق يخشون من ان ضعف البيانات الاقتصادية الامريكية في الآونة
الأخيرة قد يكون سبب في أن يأتي السجل البيج اليدرالي بصورة موحشة عن
الوضع الحالي للاقتصاد الامريكي.
ولكن ما حدث هو عكس هذا. فوفقًا لملخص
التقارير التي جاءت عن 12 مقاطعة فيدرالية، ارتفع معدل انفاق المستهلك بشكل
معتدل بينما ظلت اوضاع التوظيف بدون تغيير في بعض المقاطعات بينما تحسنت
في مقاطعات أخرى. وتعتبر هذه اخبار جيدة لانها تدل على ان الضعف الذي شهده
الاقتصاد الامريكي في مارس لم يمتد الى ابريل. وبالطبع من المبكر للغاية
الآن رسم أي توقعات الا ان السجل البيج الفيدرالي كان من الممكن ان يقدم
صورة أسوأ مما قدمها بكثير، وما قدمه من ايجابية يعتبر مؤشر جيد للاقتصاد
الامريكي. وقد استمر ستاندرد آند بور 500 في انخفاضاته بينما انخفضت عوائد
سندات الخزانة الامريكية لاجل 10 سنوات إلى ادنى مستوى منذ بداية العام.
ويشير هذا الى ان المستثمرين في الاسواق الأخرى متشككين بشأن التفاؤل الذي
جاء في السجل البيج الفيدرالي ويشعرون بالقلق إزاء التعافي الاقتصادي
العالمي بشكل عام. ونتيجة لهذا، فقد لجأوا الى الدولار الامريكي والذي أصبح
الملاذ الآمن المفضل في سوق العملات بعد السياسة النقدية من البنك
الياباني، والتي تسببت في رفع درجة المخاطرة من امتلاك الين الياباني.
ومن ناحية البيانات الاقتصادية الامريكية اليوم، من المقرر
الاعلان عن معدلات طلبات إعانات البطالة وتقرير المؤشرات القيادية ومؤشر
فيلادلفيا الصناعي الفيدرالي. واعتمادا على الانخفاض الذي جاء به مؤشر
امبير ستات، يمكننا توقع ان تأتي البيانات اليوم بنتائج أضعف من التوقعات
العامة.
في الوقت ذاته، في ظل تعرض اليورو الى عمليات بيع مكثفة،
والتركيز على التطورات المستمرة في بوسطن، قد يفوّت التجار الحركة الاسعرية
الكبيرة في اليوان الصيني. فقد قرر البنك الصيني تحديد سعر اليوان الصيني
الليلة الماضية عند مستوى 6.1727، وهو أقوى مستوى له خلال 19 عام. ووفقا
لنائب محافظ البنك المركزي الصيني، تخطط الصين لزيادة حد تعويم اليوان أكثر
والسماح لسعر الصرف بأن يتحرك وفقا لعوامل العرض والطلب في السوق. على
الرغم من ذلك، يبدو ان وزارة الخزانة الامريكية ليست سعيدة بهذا، حيث قال
“ليو” سكرتير الخزانة الأمريكية يوم امس أن إجراء الصين بجعل سعر الصرف
أكثر مرونة قد تباطأ. ومن احد أسباب إمكانية ان نرى قوة غير طبيعية في
اليوان الصيني هو بدء اجتماع وزراء مالية ورؤساء البنوك المركزية للمجموعة
العشرين G20 اليوم، وتشتهر الصين بأنها تسمح لعملتها بالقوة قبل هذه
الأحداث الهامة، على أمل منها بأن تخف حدة هجوم الدول الأخرى عليها بسبب
سيطرتها على تداولها عملتها ومنعها من الامتداد في ارتفاعها، الامر الذي
يضر بتنافسية الصادرات الامريكية بشكل خاص.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق